27 September 2009

من الارشيف (لذة الذنوب)

و انا أتصفح أرشيف مدونتى قرأت بوستى اللى كنت قد كتبته فى 27 فبراير 2009 ...كان بعنوان لذة الذنوب 

أترككم مع قرائته مرة أخرى
 



ما أحلاها الذنوب


حقيقة قد يستغربها البعض ، أو ينكرها ...و لكنها حقيقة


 تعالوا معى أحلل معكم موقف لذنب معين ،


  قبل الذنب : يكون الانسان فى موقف إستحواذ نفسه عليه ، إما فى موقف فرح بموقف صدر منه ، أو حزن عميق جراء موقف معين ، أو شهوة تملكته ، أو شيطان وسوس إليه بعمل شىء تتدنى فيه رجولته أو إسلامه


أثناء الذنب : بعد أن عزم الشخص على فعل المعصية ، و شرع فى تنفيذها ، ينقسم فعل المعصية إلى مراحل ...مرحلة بداية المعصية و هى غالبا ما تصحبها لذة الشهوة ...و لسيت الشهوة هنا شهوة جنسية فقط ,,,لا بل من الممكن ان تكون شهوة سلكة أو هوى أو تحكم ..أو أو أو
أثناء الذنب : ضيق مما يفعل و لكنه مستمر نتيجة أسر الشهوة و يعطى تسويف دائم بالاقتلاع ،بعد نصف ساعة بعد خمس دقائق ...


و أخيرا يصل لمرحلة من القرف أولا مما يفعل ثانيا من نفسه ، فيقرر أن ينتهى من الذنب فورا


بعد الذنب : تبدأ مرحلة الندم و لكن هيهات هيهات ، يكتشف ان الدنيا كلها تكرهه ذرات الهواء... لبسه الذى يلبسه ...حتى النور الذى يضىء له جوه يكرهه ...بل يحتقره


و لكن هنا يأتى دور ضميره المختنق ...ضميره المأسور ، نعم كان أسير هذه الشهوه الحقيره ...أو أسير شيطانه اللعين


فبدأ ضميره يستيقظ بتفائله الرقيق يهمس فى الاذن لالا ليس هذا نهاية المطاف ، بل هناك أمل لكى تتوب 


فتبدأ قطرات الندم تترقرق من عيونه، بها حرارة طاقته الداخلية التى ستتحول إلى عمل


و يبدأ فى النهوض بكل همة و نشاط  فيبدأ فى الوضوء و ينزل الماء البارد على جسده فتتفاعل مع حرارة جسده فتتنتج فى جسده دفىء مطمئن .


و يبدأ فى رفع يديه معلنا الله أكبر ...فتنهمر دموعه ...يتزكر كيف كان من عشر دقائق فقط يعصى الله و هو الان يصلى له يطلب منه العفو و المغفرة


ولكن يتزكر فى لحظتها : و قل رب أدعونى أستجب لكم 

فتتضارب أفكار المعصية و التوبة فى خلده 
عند أول الله أكبر


فيبدا فى الفاتحة و يحس بإطمئنان و راحة و يشعر أن هذه الصلاة هى أول صلاة يصليها فى حياته و يشعر أنها أول مرة يقرأ فيها الفاتحة


ثم يركع و يسجد و فيه سجدته لذة و طعم ياااااااه 


يشعر أن استغفر الله العظيم تخرج من كل أوصاله ...من كل ذرة من ذرات جسده 
تعلن ندمها لله رب العالمين


يحس ان هذه الاستغفارات كمياه النار التى تنزل على الصدأ فتخفيه

او كمياه البحار التى تنزل على النار قتطفئه


ما أجملها هذه الاستغفارات


و تتلوا الاستغفارات الى أن يخرج من صلاته 


يشعر بعدها أن هذا الذنب جاء نعمه و ليس نقمه 
جاء ليشعره أن له رب يجب ألا يعصى 


رب يجب أن نتذوق مناجاته
أن يرى عبده ذليل


لا يأخذ أحد منكم كلامى زريعة لاقتراف الذنوب لكى يستشعر هذه التجربة


ولكنها تجربة شخصية أحببت أن أشاركها معكم لعل أحدكم أبعدكم الله يقع فى ذنب فيعرف كيف يتعامل مع ذلك

03 September 2009

الباذنجانة والمراة



قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:

في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،
سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.

وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم ،



وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد.

مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع،

فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.

يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.

وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح،

فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه،



وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟


وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع،

فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة ، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه،



فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج ؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت،

فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟


قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها-

وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة ، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.
وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.

فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟

فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام ،

فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال.