ريدى
ستدى
جو
منذ لحظات قليلة كنت قد إنتهيت من قراءة كتاب " الاستيعاب فى حياة الدعوة و الداعية " للدكتور فتحى يكن
بجد لمأكن قد وضعت هذا الكتاب فى خطة قراءاتى و لكن و انا أندعبس فى مكتبتى و جدته و أثارنى عنوانه الذى لم أستوعب معناه منذ أول وهلة و لكن بدأت فى قراءة الفهرس فجزبنى فهرسه جداا ، فشرعت فى قراءته
و أخذته معى اليوم خلال سفرى للمنصورة أقرأه فى المواصلات حتى أكملته كله
فالكاتب يعنى بالاستيعاب هو :
أعنى بالاستيعاب قدرة الدعاة على اجتذاب الناس وربحهم على اختلاف عقولهم وأمزجتهم وطبقاتهم وثقافاتهم الخ ...
فالناس يختلفون اختلافا نوعياً في كل شئ .. في نمط التفكير في مستوى العيش في مركب المزاج في معيار الذكاء وفي كافة القدرات الحسية والنفسية ..
والداعية الناجح هو القادر على الإيغال والتأثير بدعوته وفكرته في الناس كل الناس على اختلاف مشاربهم وطبائعهم ومستوياتهم وعلى اجتذاب مساحة كبرى من الجماهير واستيعابها فكرياً وحركياً .
وبذلك يكون الاستيعاب قدرة شخصية ومؤهلة خلية وصفة إيمانية ومنة ربانية تساعد الدعاة وتجعلهم منارات هدى في مجتمعاتهم وأقطاب رحى في مواطنهم يستقطبون الناس ويلتف من حولهم الناس ..
والحقيقة .. إن القدرة على الاستيعاب تعتبر المؤهل الأول والأهم في شخصية الداعية .. وبدونها لا يكون داعية ولا تكون دعوة .
فالكتاب منقسم إلى قسمين إستيعاب خارجى و إستيعاب داخلى
فيقول الكاتب عتن هاتين الاستيعابان
إن الاستيعاب الخارجي أشبه بتسوق المواد الخام وتهيئتها وتحضيرها من أجل أن تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة صناعتها وتصنيعها .. وعملية الاستيعاب الداخلي .. أي التصنيع هي التي تحفظ الخامات من التلف وهي بالتالي التي تعطيها القيمة حيث تصبح قادرة على أن توظف في مجالات العمل الإسلامي المتلفة ..
وإلا .. فما قيمة أطنان من الحديد والأسمنت والرمل إن لم تتوفر (ورشة) العمل التي تحيلها أبنية وجسوراً ومرافق عامة ؟؟ وما قيمة أكداس من الخضار والزيوت والأسماك والحبوب إن لم يتوفر الطهاة الذين يصنعون منها الأطعمة والمآكل الشهية
من هنا يمكن القول بأن الاستيعاب الخارجي هو عمل استقصائي توجيهي تحضيري في حين أن الاستيعاب الداخلي هو عمل تكويني تصنيعي أساسي .. وإن لكل مجال من هذين المجالين متطلبات وشروطاً تبعاً لمهمة وأهداف كل منهما ..
فالاستيعاب الخارجى إنقسم إلى بعض الصفات التى يجب أن تتوفر فى الداعية بل و المسلم عامة لكى يوثر فى الاشخاص المحيطين به حتى يجعلهم معه فى الصف لخدمة الاسلام
و هى تسع صفات :
1- الفقة فى الدين
2- القدوة الحسنة
3- الصبر
4- الحلم و الرفق
5- التيسير لا التعسير
6- التواضع و خفض الجناح
7- طلاقة الوجه و طيب الكلام
8- الكرم و الانفاق على الناس
9- خدمة الاخرين و قضاء حوائجهم
فتلك تسع كاملة ، فكل صفة فيها من الاستشهادات القرآنين و النبويه عن فضل الصفة و مواقف تعزز التحلى بتلك الصفة و أيضا مواقف حديثة من الدعاة المحدثين
أما الاستيعاب الداخلى : و هو مرحلة التربية للشخص المؤهل للعمل للاسلام لكى يكون شخص منتج يصلح لا يفسد يفهم الاسلام فهما صحيحا
فالاستيعاب الاول هو الاستيعاب العقائدى و التربوى : حيث يركز الكاتب على المفاهيم التربويه الواجب على الداعية معرفتها و التربية عليها ، مثل : تغليب الايجابيةعلى السلبية ، تغليب الاعتدال على التطرف ، القليل الدائم خير من الكثير المنقطع ، التكوين من خلال القدوة ، أثر الثواب و العقاب فى التكوين
ثانيا الاستيعاب الحركى : و هى المهارات الحركية الذى يجب ان يكتسبها الفر داخل المنظمة من خلال إثقالة بمهارات معينة او تنبية قيادة المنظمة ببعض الامور حتى يستثمر االشخص استثمار تخرج فيها كل طاقاته و امكانياته
و ختم الكاتب كتابه بخيارين لا ثالث لهما للدعوة الاسلامية
الأول : أن تبقى الدعوة دعوة لأصحابها قاصرة عليهم مهتمة بهم دون غيرهم ، غير عابئة بالناس وبهدايتهم ... وعند ذلك تكون دعوة ( صالحين ) غير مصلحين ، ودعوة ( صفوة ) لا جماهيرية ... وعليها أن تدرك إن كانت كذلك ، أن نهجها هذا مخالف للإسلام ولطبيعة الدعوة ، وأن عملها هذا قد لا ينجيها ويعصمها من طغيان الجاهلية وطوفان الفساد ما دامت مستنكفة عن العمل لمواجهته ووقفه أو الحد منه ...
الثاني : أن تكون الدعوة للناس كل الناس - المريض منهم قبل المعافى - و المنحرف فيهم قبل المستقيم - تحمل الهداية إلى الجميع وتحنو على الجميع ، وتريد الخير للجميع ، وتحرص على الاستفادة من كل طاقة وتوظيفها في خدمة الدعوة ومعركة الإسلام ...
إن عقائدية التغيير الإسلامي يحتاج من الحركة أن تكون ( صفوية ) قيادة وطليعة ، كما أن الجذرية التغيير و الشمولية يحتاجها إلى أن تكون ( جماهيرية ) كذلك .
أما إن بقيت الحركة تراوح مكانها بعد مرحلة الاصطفاء دون أن تخرج بمن اصطفتهم إلى دنيا الناس ، ومن غير أن تدربهم على ذلك ، أو تدفعهم إلى تجربة ذلك ، أو تقودهم من خلال ذلك فإن مآلها إلى انعزال ، وإن أثرها إلى انحسار ، كما وأن عناصرها ( المحنطة ) المستنكفة عن المخالطة الناس والاهتمام بشئونهم وتبنى مشكلاتهم ورفع ظلامتهم ستصاب بإدبار قبل إقبال ، وبتآكل بعد تكامل ، لأنها تكون قد فقدت عنصر القوة في معاركة ( تصارع البقاء ) وصدق الله تعالى حيث يقول { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }
انا خلصت من شرح ملخص الكتاب
و ده لينك للكتاب على الانترنت للى حابب يقرأه
و الى كتاب آخر من مكتبتى أقرأة عليكم
No comments:
Post a Comment