11 November 2010

اليوم الرابع - فكرة الموت

من المفترض أن أكتب الجزء الثانى من رحلتى إلى البهنسة 
ولكن ما حدث معى اليوم أضطرنى أن أكتب عنه


اليوم و أثناء ذهابى إلى عملى
تملكنى شعور 
أول مرة يتملكنى 
من يعرفنى عن قرب 
يعرف عنى تفائلى الزائد
رؤيتى البعيدة للمستقبل 
حركتى
أنطلاقى
ولكن اليوم وجدت نفسى أنهار
حقيقة
وجدت نفسى يائس بشكل غير عادى
وجدتنى أتكنى الموت 
أن يخرجنى ربى من هذه الحياة
وجدت كل ما فعلت فى حياتى 
كأنه هباء منثورا
تمنيت
أن ينتهى شرط حياتى عند هذا السطر
لاننى وجدت
أن غدى
طريق مشوش بشكل كبير
ذهبت إلى عملى لا أكلم أحد
و حين جاءت صلاة الظهر
و عندما رفعت يدى 
الله أكبر
وجدتنى 
أبكى بشدة
لا أعرف من أين جاء كل هذا البكاء
وجدتنى أقول لربى يارب 
خذنى أليك
فأنت أحرم بى من نفسى
خذنى إليك
فقد تعبت
أستمرت عينى فى الانهمار
لا أعرف من أين جاءت كل هذه الدموع

وجدت شريط حياتى يمر أمامى
أيام فرح
أيام حزن
أيام حب 
و أيام فراق
أيام طاعة
و أعوام معصية
أيام
وشهو ر
و سنوات
يااااااه

كل هذا
وجدته
لا شىء

أحسست بشلل فى التفكير
أحسست 
لا أدرى
أستمريت فى البكاء
و فقط
خرحت من الصلاة 
و أنا فى حالة لا أدرى
فكرت أن أترك العمل اليوم
ولكن كان عندى بعض المهمات
أنجزها
وضعت السماعة فى أذنى
شغلت الدكتور محمد الطوبل 
يصدح بصوته 
و أنا أعمل
و أنا أفكر 
فى حياتى
فى أخفاقاتى المتكررة
فى غدا
لا أدرى
أفكار متناثرة بدأت فى التقاطها

مشى اليوم بين هذه الفكرة و بين أعمالى
و بين أفكار أخرى و أشخاص آخرين
و ها أنا الان 
فى آخر اليوم
أفكر
أتصور
ما تخبىء لى الحياة غدا
لا حقا نحن من نصنع حياتنا
هل الاقدار تخبىء لنا م يملأ قلوبنا سعادة
الآن تستوى عندى حقيقة الموت مع حقيقة الحياة
الآن أحس أن حبى للموت يساوى حبى للحياة
أختم خاطرتى البائسة تلك لفرحة من أفراح الروح 
لاستاذى سيد قطب
يقول فيها


لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! لقد حاولت أن أكون خيرا بقدر ما أستطيع أما أخطائي وغلطاتي فأنا نادم عليها ! إني أكل أمرها إلى الله وأرجو رحمته وعفوه أما عقابه فلست قلقا من أجله فأنا مطمأن إلى أنه عقاب حق وجزاء عدل وقد تعودت أن أحتمل تبعت أعمالي خيرا كانت أو شرا .. فليس يسوءني أن ألقى جزاء ما أخطأت حين يقوم الحساب !.

2 comments:

Ahmed Abu Elhaz said...

:

Ahmed Gamal Art said...

أحيانا يتملكنا مثل هذا الشعور ، وسرعان ما ينتهى ويعود الحال كما هو عليه


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« لا يتمنين أحدكم الموت لضرر أصابه ،
فإن كان لا بد فاعلا ،
فليقل :
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ،
وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي »