12 June 2007

الخاطرة الاولى :بين الحياة و الموت



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات و صلاة و سلام على سيدنا محمد و على اله و صحبة و سلم ثم اما بعد ،،و ها نحن نتقابل ثانيه فى أفراح الروح ...نرتقى ببعضنا البعض ...نحب بعضنا البعض ...نخرج معا من عالنا البشرى الضيق الى عالم الروح الفسيح ...اللغة فيه لغة القلوب لا لغة الالسنة ...تتلاقى فيه النفوس لا الابدان

انها أفراح الروح

مع الخاطرة الاولى من أفراح الروح التى كتبها الشهيد سيد قطب الى اخته السيدة امينه قطب

فقال فيها:

أختي الحبيبة.. هذه الخواطر مهداة إليك..

إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء وتحسبينه قوة طاغية تُظل الحياة والأحياء، وترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة.

إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئاً إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! ...

مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي ! ... : كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار.. الأمهات تحمل وتضع، الناس والحيوان سواء. الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة.. الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار.. السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج.. كل شيء ينمو على هذه الأرض ويزداد!

بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه !

لقد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحاً.. ويندفع الناس والحيوان، والطير والأسماك، الدود والحشرات، العشب والأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء !.. والموت قابع هنالك ينهش نهشة ويمضي.. أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات !!..

الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا ومن هنا.. كل شيء إلى نماء.. نماء في العدد والنوع، نماء في الكم والكيف.. لو كان الموت يصنع شيئاً لوقف مد الحياة !.. ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوة الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة..!

من قوة الله الحي..: تنبثق الحياة وتنداح !!

حقا كما قال الرسول (صلى الله عليه و سلم ) :إن من البيان لسحرا ،

لم أجد شخص يتحدث عن الحياة و الموت بهذه النظرة من قبل ،تربينا من مشايخنا و اهلونا سالفا ان الموت قوة جبارة هائلة و اننا يجب أن نفكر فيه دائما ،لكن هذا الرجل نظر الى هذه القضية من الناحية الاخرى ألا و هى أن الدنيا مزرعة الاخرة ، و ان ما نفعله فى الدنيا هو صورة لما نكون عليه فى الاخرة

فصور حركة الحياة بدقة بارعة من انسان يولد و طيور تبيض و شمس تغيب و انهار تعطى ووو

و صور الموت امام هذه الحياة متغيرا ضئيلا وسط هذه المتغيرات الكثييييييييرة فى هذه الدنيا تؤثر فيها و لكن تأثير كما وصفه الشهيد " حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات"

و الغريب فى هذه الخاطرة انه كتبها و هو فى المعتقل ،فى أى وقت ممكن اى يحكم عليه بالاعدام لكنه كان متفائلا الى ابعد مده حتى انه علمنا كيف ننظر للحياة و هو لا يملكها

علمنا اننا خلقنا لكى نعمر و ننتج و مصلح و نطور و نربى

علمنا معنى "إنى جاعل فى الارض خليفة" كيف لا و هو مؤلف الظلال

علمنا ان الله هو المدبر لهذا الكون و انه هو الذى اعطانا الاختيار على العيش اما فى كنفه و اما فى معصيته

و ختم خلامة رحمه الله بحقيقه التوحيد الله مقرا بخلقه و تدبيره لهذا الارض

فرحمك الله سيدى و جزاك عنا خير الجزاء ، و الى لقاء الثلاثاء القادم مع الخاطرة الثانيه


No comments: